سياره تتكلم

لابد للانسان أن يقرر وأن يساعد نفسه على اتخاذ القرارات ولا يقول لم يعد هناك وقت لقد كبرت على أن أحدث تغيرا بحياتي كما أنه لابد وان يساعد أولاده كذلك على اتخاذ القرارات 

في أواخر الخمسينات كان هناك رجل يعمل في شركه فورد للسيارات وقد حدث بينه وبين فورد نفسه مشكله ، مما أدى إلى طرد هذا الرجل وفصله من عمله ....

قرر هذا الرجل أن ينافس شركه "فورد " بل يتفوق عليها فذهب للعمل في شركه "كرايزلر" العالميه وتولى إدراتها ، وكانت هذه الشركه تعاني من الديون حيث كانت مدينه بأكثر من 80 ملياردولار ، وأكثرمن 500 ألف عامل بها كانوا سيعانوا البطاله إذا أغلقت الشركه وأكثر من 2500 فرع في العالم للشركه ستغلق ، ولم يكن لدى الشركه غير 25 مليون دولار في البنوك سيوله لرأس مال الشركه . 
قرر هذا الرجل أن يتحرك بطريقه مختلفه فذهب للكونجرس الامريكي وطلب من الرئيس الامريكي أن يعطيه المال على سبيل القرض والذي سيقوم بتسديده ليساعده على إبقاء نشاط هذه الشركه ،ووافق الرئيس عندما علم أنه بإغلاق تلك الشركه سيكون هناك 500 ألف عامل مشردين في الشوارع ، وبالفعل أعطاه 5 مليارات دولار ، وعاد الرجل بالمال ليفكر ماذا عليه أن يفعل ؟ومن أين يبدأ ؟؟
قرر هذاالرجل أن تكون بدايته بأن يأتي بأفضل المتخصصين للعمل معه في الشركه ، وبدأ يركز على أقسام الشركه القويه ويهمش الاقسام الضعيفه ويركز على العمال المنتجين في شركته ، فنظم الامور الداخليه للشركه ، وفي خلال ثلاثه أشهر أو أربعه انتظمت الشركه تماما 
بعد انتظام شئون الشركه كانت لديه مشكله وهي التسويق ... ما الذي سيجعل الناس يشترون سيارات شركته دون السيارات الاخرى ؟
لابد أن تختلف سيارته عن السيارات الاخرى ، لابد أن تكون هناك ميزه في سيارته لا تتوفر في السيارات الاخرى ، لا بد أن يكون هناك ابتكار في سياراته ...
جمع هذا الرجل موظفيه وأخبرهم أنهم إن لم يتمكنوا من اختراع سياره مختلفه تماما عن كل السيارات الموجوده بالسوق وذلك خلال سته أشهر فإنهمجميعا مفصولون .....
وبالفعل خلال سته أشهر وهي فتره يكاد يستحيل فيها تحقيق هذا الانجاز قامت هذا الشركه بإنتاج أول سياره متكلمه في العالم ، فكانت تتكلم بعشره أشياء فتقول مثلا : لاتنس المفاتيح ... لا تنس الباب مفتوح ....

قد تم بيع أكثر من مليون سياره من هذا النوع خلال ثمانيه أشهر ، وأستطاع الرجل يسد ديون شركته في أقل من ست سنوات ، وأصبحت شركه "كرايزلر" العالميه من أقوى خمس شركات منتجه للسيارات في العالم ، كل هذا بدأ بقرر من هذا الرجل .....


لقد قرر أن يستخدم قدراته اللامحدوده ، ان يكون غير نمطي ،والايكون مجرد تابع لسابقيه ... بهذا القرار حقق هذا النجاح العظيم .


والان هذا الرجل قد رحل من موقعه في الشركه ، وجاء غيره ، لكن هل منا من يعرف من هو الرئيس الذى حل محله ؟ 
بالطبع لا ، لماذا ؟
لان من جاء بعد هذا الرجل الذى ذكر قصته قرر الاستمرار على المنوال ذاته الذى كان عليه سابقوه وان يتعامل مع وظيفته على انها كرسي يسعى بكل جهده أن يحافظ على جلوسه عليه دون ان يفكر وبقوه في مشاكل شركته وان يجد لها حلا غي تقليدي ودون أن يفجر الطاقات البشريه الهائله الموجوده لدى مساعديه ودون أن يضع نفسه امام تحد قوي يطالب نفسه بتحقيق ما يراه الاخرون مستحيلا ....

لابد للانسان أن يقرر وأن يساعد نفسه على اتخاذ القرارات 

ولا يقول لم يعد هناك وقت لقد كبرت على أن أحدث تغيرا

 بحياتي كما أنه لابد وان يساعد أولاده كذلك على اتخاذ القرارات